أنت هنا

إضافة تعليق جديد

القاضي العلامة الشيخ عبدالصادق بن سالم بن قويرة باوزير

أضافه القاضي - الجمعة, 02/08/2019 - 02:42

اعلام من غيل باوزير 
===========
 القاضى العلامة الشيخ عبدالصادق بن سالم بن قويرة باوزير
================================== 
ولد الشيخ عبدالصادق بمدينة غيل باوزير مسقط راس اسلافه , ولا يعرف بالتحديد تاريخ ميلاده , ولكن بحسب رواية نجله الاكبر محمد : فقد عمّر الشيخ عبدالصادق حتى بلغ المائة وثلاث من السنوات وكانت وفاته بمدينة غيل باوزير فى العام ( 1954م ) حسبما اورده سعيد عوض باوزير فى كتابه \\ صفحات من التاريخ الحضرمى \\ . لهذا فان ميلاده سيكون فى حدود العام ( 1851 م ) .
وقد تربى فى كنف والده الشيخ سالم  بن عبدالصادق بن شيخ بن عمر بن عبدالرحيم المعروف ب( القويره ) وهو الجد الاول لآل بن قويره من آ ل باوزير ساكنى الغيل الاسفل كما تعرف حينها تمييزاً لها عن الغيل الاعلى ( غيل عمر ) بوادى ساه .
وقد تميزت اسرة عبدالصادق هذه بأنها اسرة علم ودعوة وصلاح , فليس غريباً عليه ان يأخذ عن اسلافه ما عرف عنهم , ويتتلمذ على ايديهم ,
عرف عن الشيخ عبدالصادق حبه للعلم والمعرفة فى وقت كانت غيل باوزير تغرق فى جهل وظلام الا من بعض النزر اليسيرة مما تضيئه كتاتيبها هنا وهناك والتى كان لاسلافه من آل باوزير فضل التعليم فيها وامتلاكها فى معظم الاحوال .
علاقته بالشيخ محمد بن عمر بن سلم :
يذكر المؤرخ سعيد عوض باوزير فى ( صفحاته ) عندما ترجم لابن سلم وهو ما اكده الشيخ الفنان احمد عبدالقادر موسى الملاحى فى مخطوطته عن تاريخ غيل باوزير ( لا تزال مخطوطة لم تطبع بعد ) : ان وفداً من غيل باوزير برئاسة الشيخ عبدالصادق قدم الى الشحر حاضرة حضرموت آنذاك فى شكوى لسلطانها القعيطى فى مسألة حصل فيها خلاف بينهم وبين قاضى الغيل , وقد استعان السلطان بالشيخ محمد بن عمر بن سلم القادم حديثاً من مصر وخرّيج ازهرها الشريف , للاستئناس برأيه فى تلك المسألة والخصومة  , وكانت رؤية الشيخ بن سلم من الجدة فى الاسلوب وسعة الاطلاع والمعرفة والتى وافقت رأي الشيخ عبدالصادق , مما اعجب الشيخ عبدالصادق الذى عرض عليه القدوم الى غيل باوزير والتدريس بها حتى يستفاد من علمه  ويفيد ابنائها وطلاب العلم من كل مكان ,, وقد لاقت هذه الدعوة الكريمة صدىً وترحيباً  فى نفس ابن سلم خاصة وانه وجد  بالشحر صدوداً وغيرة من بعض مشائخها وعلمائها وبعض محتكرى العلم فيها ناهيك عن المضايقة والعنت  مما جعله يقبل دعوة الشيخ عبدالصادق وينتقل معه الى غيل باوزير لينزل ضيفاً عليه و يفتتح معهده المعروف برباط بن سلم بغيل باوزير وكان ذلك فى سنة ( 1320 هجرية ) واصبح الشيخ عبدالصادق اول تلاميذه واكثرهم تأييداً  ومناصرة له خصوصاً عندما حاولت بعض الالسن والايادى !! ان تنال من الشيخ بن سلم فى اكثر من مناسبة ! –  ونظراً لكبر سنه مقارنة ببقية الطلاب فقد اختصه الشيخ بن سلم  بالتعليم فى فترة المساء = لوحده =    كى لا يختلط ببقية الطلاب الذين هم فى سن ابنائه , وكان نجله الاكبر محمد بينهم !
ادارته للرباط
يعد الشيخ عبدالصادق بن سالم اول مديرلرباط غيل باوزير  بعد شيخه بن سلم بل  تسلم المهمة فى حياة شيخه اثناء مرضه الذى مات به , وهو ما تشير به الوثيقة بخط يد الشيخ بن سلم نفسه والموقعة من قبل جميع طلابه والمعمدة من السلطان القعيطى ووزيره السيد حسين بن حامد المحضار , وهى بمثابة وصية الشيخ بن سلم لتلاميذه ومريديه : بأن يكون الشيخ عبدالصادق موكلاً عنه فى ادارة الرباط , وقد طلب بن سلم من تلاميذه الانصياع لعبدالصادق المذكور , بل ذكر فى تلك الوصية ( ولعبدالصادق الحق فى اتخاذ ما يراه مناسباً فى حق من يخالف منهم بالزجر والحبس والضرب ... الخ ) ومن بين هؤلاء الطلاب اثنان من ابناء بن سلم نفسه !! اضافة الى  ألمع تلاميذه السيد العلامة محسن بن جعفر بونمى والشيخ العلامة احمد محمد باغوزه وغيرهم , رحمهم الله اجمعين ,  الذين اقروا بالقبول كما تؤكده تلك الوثيقة .
فى اثناء ادارة الشيخ عبدالصادق للرباط اراد القيام ببعض الاصلاحات – على نهج استاذه – فبرز خلاف  تطور الى نزاع ( تحت الطاولة ) كما يقال , بين جناحين بالرباط  ,, جناح ( راديكالى ) متحفظ يريد ان يعود بالتعليم سيرته الاولى من الجمود والتلقى فالرتابة , وجناح ( ليبرالى ) اصلاحى يحاول ان يسمو بالتعليم وطرائقه الى فضاءات البحث والتجديد والانطلاق الى مستويات عقلية وادراكية بعيداً عن التمسح بأهداب وزوايا الماضى والانغلاق .
وامام رغبة الشيخ عبدالصادق ان لا يرى مدينته الصغيرة تتحول من قلعة للعلم ومنارة للاشعاع الثثقافى الى بؤرة للفتن والانشقاق , آثر ترك الرباط ليقيم له مدرسته الخاصة بمسجد الشيخ عبدالله بن اسعد اليافعى الذى لا يبعد كثيراً عن الرباط  , كما يقوم بالامامة والتدريس ايضاً  بمسجد السيد عمر جمل الليل فى الشمال الشرقى من غيل باوزير والمجاور لمنزله .
وتلافياً لفتنة كادت تشق المجتمع العلمى فى غيل باوزير : عرضت الحكومة القعيطية  = بالتشاور مع السلطة البريطانية = على الشيخ عبدالصادق تولي القضاء فى عدن ثم الصومال الانجليزى \\ وهو ما اتاح لنجله الاصغر على بن عبدالصادق فرصة التعليم الثانوى بمدارسها ثم الالتحاق بجامعة بغداد ليغدو اول خريج جامعى حضرمى  فى العام 1943م.. وقد زامله فى دراسته البغدادية = بعده بدفعة = كل من المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف والسياسى المحامى شيخان محمد الحبشى وآخرون  الذين تخرجوا من الجامعة فى العام 1947م ( نظراً لتوقف الدراسة بالجامعة وظروف الحرب الكونية الثانية وثورة رشيد عالى الكيلانى بالعراق ! .   .
عند قبول الشيخ عبدالصادق بهذا المنصب الجديد , عيّن قاضياً لقضاة الصومال الانجليزى وهو ما يفسر تعدد روايات المؤرخين حول مكان اشتغال الشيخ عبدالصادق بارض الصومال , فالمؤرخ سعيد باوزير فى صفحاته يذكر ان الشيخ عمل قاضياً فى بربره كما ذكر المجاهد المحامى محمد علي لقمان فى الكتاب الذى جمعه واعده أ . د . احمد على الهمدانى نائب رئيس جامعة عدن , فى الصفحة 493 ما يلى :
( وقاضى ارجابو هو الورع الزاهد عبدالصادق باوزير .. ) كما يذكر ايضا فى صفحة 520 من نفس الكتاب ( وصلت برعو فاستقبلنى قاضى المدينة عبدالصادق باوزير وهو رجل صاحب استقامة وخلق فاضل وعلم وادب ومروءة ... )
وقد عمل الشيخ عبدالصادق بالصومال حتى احالته الى التقاعد فى اربعينات القرن المنصرم .
من الطبيعى خلال هذه الفترة الخصبة من حياة الشيخ عبدالصادق الحافلة بالعطاء ان ينسج صداقات بقرنائه من اولى العلم والمعرفة والميل للاصلاح والنهوض الاجتماعى , ومن ابرز تلك العلاقات صداقته بالقاضى العلامة احمد بن عوض المصلى , قاضى الشحر وابرز علمائها الافاضل , وقد بلغت تلك الصداقة شأواً حَدَا بالشيخ عبدالصادق ايفاد نجله الاكبر محمد  الى الشحر كى يحظى بشرف التعلم والتأدب على يد صديقه العلامة احمد عوض المصلى , ( وهنا اود ان اروى حادثة رواها الوالد الشيخ محمد عبدالصادق تفيد : ان الشيخ المصلى اوفده الى سيئون كى يجلب له نسخة من ديوان المتنبي بها شروح وملاحظات للعلامة عبدالرحمن بن عبيد اللاه السقاف مفتى حضرموت وعلامتها الشهير )
أسفاره 
كان الشيخ عبدالصادق رحمه الله  يستغل كل اوقات الاجازة عنده فى الدعوة والارشاد وتحمل مضان وتكاليف السفر البعيد من اجلها , لهذا نجده يكثر من الاسفار ليس بالصومال فحسب بل تعداها الى اندونيسيا التى أنشأ بها ( فى مدينة سورابايا ) معهداً ورباطاً وبيتاً للصدقة اوقف عليها بعض الاوقاف  = من ماله الخاص = لتسيير عمل المعهد والرباط والبيت ! اللذان لا زالا يعملان حتى الان ولله الحمد .
وفاته 
 توفى الشيخ عبد الصادق رحمه الله بمسقط راسه غيل باوزير فى الع(1954م) ودفن بمقبرة الحقاص شمال غيل باوزير بالمقبرة الخاصة و المملوكة لاسرته , وقد حضر العزاء وفد من الحكومة الصومالية المحلية يصاحبهم وفود القبائل الصومالية تقديراً وعرفاناً بجهوده وما قدمه للصومال واهلها .. 
رحم  الله الشيخ عبدالصادق والشيخ محمد بن سلم والشيخ احمد المصلى و كل طلبة رباط بن سلم بغيل باوزير فقد كانوا بحق مصابيحاً اضاءت حلكة غيل باوزير مما كان يحيط بها من جهل وضلالة .
\\\ اعداد الحفيد = عباس محمد عبدالصادق باوزير \\\
الصورة للمنصب  الوالد محمد عبدالصادق بن قويره

صورة: 

Filtered HTML

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.

Plain text

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
CAPTCHA
سؤال الحماية
Image CAPTCHA
أدخل الحروف الموضحة في الصورة يدون فراغات

من تراث الأسرة