أنت هنا

آلـ باوزير مابين الماضي والحاضر

أضافه القاضي - سبت, 03/19/2016 - 02:19

تعد أسرة آلـ باوزير من الاسر الرائدة في المجتمع الحضرمي لما كان لها من أدوار فاعله على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، ساعدها في ذلك موروثها التاريخي والحضاري إثر قدومها من (بغداد) حاضرة الخلافه العباسية آنذاك ؛؛ وهذا ماجعلها تتبوأ مكانة عالية في الوسط الاجتماعي الحضرمي ؛ وتحظى باحترام وتقدير الجميع.

وقد قام الاجداد بادوار هامة في خدمة وتنمية المجتمع من خلال ما يؤسسون له من مشاريع استطاعوا من خلالها بناء مجتمعات قابله للتعايش والتعاون على اعمال البر والخير..وبالتالي اكتسبوا حب الناس واحترامهم ..
وتركوا للاجيال المتعاقبة موروث يعلِّق على عواتقنا نحن جيل اليوم ان نوثقه بكل ما اوتينا من قوة وعزيمة بما يجعلنا نربط الماضي بالحاضر وننطلق بانفسنا لاستشراف المستقبل لنكون خير خلف لخير سلف ،وحتى نجدد التواصل ونسير على نهجهم الذي اختطّوه وأصبح لنا دليل نقتدي به فإننا ندعوا اخواننا الجميع من أبناء هذه الأسرة المباركة الي الالتزام والاقتداء بما كان عليه سلفنا الصالح من اخلاق حميدة وأفعال عظيمة خلدتها كتب التاريخ  .. ومن ذلك ماذكره  المؤرّخ محمد عبدالقادر بامطرف حين قال :(( مما اشتهر به المشائخ آل باوزير و يذكر لهم بالخير  ديار الصدقة لعابري السبيل في أرجاء متعددة من أودية حضرموت و كانوا يوقفون النخيل و الأراضي الزراعية على هذه الديار لتصرف إيراداتها في إيواء المسافرين والغرباء و إطعامهم مجانا و لوجه الله و يعينون على نفقة الوقف رجالا معروفين بالأمانة و النزاهة ليقوموا بواجب الضيافة لعابري  السبيل)).

 

التسمية:
عُرفوا بآلـ باوزير  كونهم  ينتسبون الي الوزير علي بن طراد الزينبي العباسي(المتوفى سنة٥٣٨هـ) وزيرالخلفيفتين  المسترشد بالله والمقتفي ،ولم يُعرف احد من العباسيين باشر الوزارة سواه كما يقول الذهبي وابن كثير ، ومن هنا جاءت التسمية 
فكانوا يعرفون بآلـ الوزير وال ابي وزير  وبعد هجرتهم الي حضرموت استبدلت(ال التعريف )
(بالبا )شانهم كشأن الكثير من الاسر والقبائل الحضرمية  وأصبح الاسم الشائع والمتعارف عليه  باوزير ..

المكانة:
كانت اسرة آل باوزير بمثابة البوتقة التي صهرت التنافر القبلي الحضرمي ؛ وأسهمت بفاعليه في خلق السلم الإجتماعي ؛؛ وذلك لما يربطها من علاقات أحترام متبادل مع كل شرائح المجتمع الحضرمي من جهه ؛؛ ولما تملكه من جهه أخرى من معاهدات وأحلاف مع جميع قبائل حضرموت إضافة الي ما اشتهروا به من  صفات كريمة وسجايا حميدة من اكرام الضيف وبناء مقاصد للضيافة في كل أماكن تواجدهم في وادي وساحل حضرموت ، وذلك بدوره أسهم في خلق مجتمعات قابله للتعايش والتعاون  على اعمال البر والخير 
واذا قارنا ما تعيشه اليوم المجتمعات العربية عامة ومجتمعنا خاصة من فوضى خلاقة تكاد تعصف بكل اركان ومقومات السلم الاجتماعي الذي يعتبر الركيزة الاساسية في بناء وتطوير المجتمعات  نجد اننا غير قادرين على النهوض بمجتمعنا الا من خلال العودة الي ما كان عليه اجدادنا من صفات كريمة وسجايا حميدة والاقتداء بهم في طلب العلم وعدم طلب الشهرة لنكون خير خلف لخير سلف ، مع مراعات متطلبات العصر وما يتوافق مع الطموحات الشابة لأبناء الاسرة الكريمة ...
وان نستفيد من كل الأحداث السابقة التي عصفت بمجتمعنا وزلزلت أركانه منذ عام ١٩٩٠م، ولم يكن آلـ باوزير بمفازة عن كل ماحدث بل كانوا اكثر القبائل والأسر الحضرمية تأثراً بالاحداث بعد ان 
دخل المجتمع الحضرمي في صراعات وانقسامات حادة  افضت نتائجها الي تشرذم وانقسام ليس بين مكونات المجتمع الحضرمي بتقسيماته التقليدية فحسب ،بل أمتد الي ان وصل الصراع الي داخل المكون الواحد( القبيلة ) ..وبدأت تتسع دائرة الخلاف شيئاً فشيئاَ حتى أمتدت جذوره الي  أبناء الأسرة الواحدة فتجد في البيت الواحد والذي لا يتجاوز عدد أفراده أصابع اليد الواحدة  ولاءات وانتماءات مختلفة وعلى كل المستويات السياسية والدينية والاجتماعية...
وللأسف ان حكومة الشمال أسّست اجهزة خاصة     لتقوم بإدارة هذه الصراعات والإمساك بخيوطها بحيث لا تتجاوز الحد المسموح به وإشغال الناس بقضايا وامور قد تكون في  الحقيقة  وهمية واستمر الوضع يدار من قبل النظام المستبد بهذه الطريقة  القائمة في أساسها على خدمة النظام الحاكم واتباع سياسة فرق تسد ..وما وجود إدارة شئون القبائل الا وسيلة من ضمن وسائلهم القذرة لزرع الفرقة والشتات بين أبناء المجتمع من خلال صرف بطائق ومرتبات لمشائخ القبائل وفتح الباب على مصراعيه لكل من يقدم نفسه ممثل لقبيلة من القبائل دون ضوابط وقيود ..حتى وصل عدد من يحمل بطاقة شيخ في بعض القبائل اكثر من مئة شخص .
وانا هنا لا أستطيع الإحاطة بكل القضايا والغوص في تفاصيلها وتقديمها بطريقة علمية ممنهجة ولست مؤهل للقيام ببحث كهذا والخوض في تفاصيله الا انها محاولة لإبرازبعض الحقائق التاريخية  والكشف عنها ..

سالم القاضي باوزير 

عضو الأمانة العامة لأنساب العباسيين

وممثلها في اليمن ..

الباوزير بين الماضي والحاضر 
http://www.mukallatoday.com/pages/Details.aspx?ID=35337&&C=NewsDetails

صورة: 

من تراث الأسرة