بِسْم الله الرحمن الرحيم
الشيخ ابوبكر بن محمد بن سالم باوزير
نسبه: هو الشيخ ابوبكر بن محمد بن سالم بن عبدالله بن يعقوب بن يوسف بن الـوزيـر علي بن طراد الزينبي العباسي
مولده ونشأته :
ولد ونشأ في حورة بين أخواله آل باجابر ودرس على يد والده محمد بن سالم - مولى عرف - علوم الشريعة والطريقة، ثم سافرإلى اليمن واجتمع ببعض مشائخ اليمن منهم الشيخ محمد بن حسين البجلي والشيخ محمد بن أبي بكر الحكمى وله معهما الصحبة الأكيدة والأخوة الرشيدة، وذهب إلى مكة ; والمدينة لأداء فريضة الحج والزيارة،ثم لطلب العلم والاجتماع بالعلماء، وقيل انه بقى يتردد بين الحرمين الشريفين للدراسة ما يقارب من أربع وثلاثين سنة حتى أخذ من جميع العلوم بالحظ الأوفى.
ولما عاد إلى وطنه ومسقط رأسه حورة عكف على العبادة ونشر العلم والتدريس والتذكير بالله والدعوة إلى الله، وأقبل الناس على الاستفادة منه حتى تخرج على يديه وانتفع به خلق كثير وكان إلى جانب نشاطه الديني والثقافي ذا بسطة في الجاه والمال استغلهما في الإحسان إلى الفقراء ومساعدة المحتاجين وإكرام الضعيف وصلة الأرحام،وقد اشترى الأطيان الواسعة والنخيل والبيوت وحفر الآبار لينتفع بمائها الناس وبنى مسجده المعروف الذي هو الآن جامع حورة ثم تصدق بجميع ما يملكه من العقار وقفا مؤبدا بعضه على مصالح المسجد والبعض الآخر للضيافة وإصلاح الآبار، فكان كل غريب ينزل بحورة يجد من وقف الشيخ أبي بكر نزولا يأو يه وطعاما يقدم إليه في وجبات محدودة، ولا تزال هذه الأوقاف موجودة حتى الآن وان كانت في حاجة إلى مزيد من الحفظ والعناية.(من كتاب صفحات من التاريخ الحضرمي)
ومن المعلوم ان الشيخ محمد بن سالم له من الأبناء سعيد وعمر وأبوبكر وهو أكبرهم
و القائم بعد والده بشؤون الأسرة الوزيرية العباسية
وقد استطاع وبمساعدة اخويه الكريمين ان يجعلوا لأنفسهم ولابنائهم من بعدهم مكانة في المجتمع الحضرمي تتناسب مع كريم اصلهم وعلو شانهم وشرفهم بما قاموا به من اعمال عظيمة وأفعال جليلة جعلتهم محل تقدير واحترام جميع شرائح المجتمع فكانوا بمثابة البوتقة التي صهرت التنافر القبلي الحضرمي ؛ وأسهمت بفاعليه في خلق السلم الإجتماعي ؛؛ وذلك لما يربطهم من علاقات أحترام متبادل مع كل شرائح المجتمع من جهه ؛؛ ولما يملكو من معاهدات وأحلاف مع جميع القبائل الحضرمية من جهة اخرى ، إضافة الي ما اشتهروا به من صفات كريمة وسجايا حميدة من اكرام الضيف وبناء مقاصد للضيافة في كل أماكن تواجدهم في وادي وساحل حضرموت ، وذلك بدوره أسهم في خلق مجتمعات قابله للتعايش والتعاون على اعمال البر والخير وكان للشيخ ابي بكر الدور الفاعل بعد والده في رسم الطريق لأبنائه وأحفاده من بعده لتكون لهم المكانة التي تليق بهم في المجتمع بما يقومون بهامن ادوار إيجابية على جميع الاصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية
وكان للشيخ ابي بكر وأخويه اهتمام كبير بالجوانب العلمية والثقافية وهذا ما نستطيع معرفته من خلال ماقاموا به من اعمال في حياتهم وساروا عليه من بعدهم ابنائهم وأحفادهم فجندوا كل طاقاتهم وإمكانياتهم المادية والمعرفية في القيام بالدعوة ونشر العلم في أماكن تواجدهم في ساحل وداخل حضرموت وأسسوا الأربطة والمدارس وأنفقوا الكثير من اموالهم عليها وبرز منهم العلماء والمربين والوجهاء المصلحين
من أمثال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالرحمن صاحب التحف النورانية وابنه الفقيه المحدث عمر بن عبدالله والشيخ عبدالرحيم بن سعيد صاحب الطرائق والشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن المتوفي بعدن وكان في ذرية الشيخ ابي بكر بن محمد الكثير من الرجال الذين كانت لهم ادوار عظيمة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية
وسوف نتعرف عليهم في ما سوف نورده لهم من تراجم ابتدأ بالشيخ الفاضل احمد بن ابي بكر الابن الأكبر للشيخ ابي بكر ومن بعده ابنايئه الكرام محمد بن احمد وعثمان بن محمد صاحب الرحلة من حورة الى منطقة السفيل وبعتبر الشيخ عثمان بن محمد الوارث للتنصبة والولاية على الأسرة الوزيرية العباسية والقبائل القحطانية ...