تاريخ أسرة آل باوزير ضمن ترجمة :
عبد الله بن عبد الرحمن باوزير
العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن باوزير أحد الرجال البارزين من أسرة حضرمية كبيرة لها تاريخها المجيد وآثارها الواضحة في ما جريات الأحوال في البلاد الحضرمية في مختلف العهود. ولهذه الأسرة الكبيرة قصة تبتدئ في بغداد عاصمة الخلفاء من بني العباس، وتتوالى وقائعها وحوادثها مسرعة في البصرة والكوفة وبلاد فارس و خرسان و تركستان، ثم في مكة والمدينة المنورة وجدة من أرض الحجاز، حتى إذا كان الجزء الأخير والخاص منها بحضرموت أخذت وقائع القصة وحوادثها تسير في بطء وفي شئ من الإسهاب والتفصيل يصرفنا عنه ضيق المقام.
في نهاية القرن الخامس الهجري أو بداية السادس ولد في بغداد يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد، ومات أبوه يوسف وهو طفل لم يبلغ الحلم، فكفله جده علي بن طراد نقيب العباسيين ووزير الخليفتين المسترشد والمقتفي، وأشرف على تربيته وتعليمه حتى نال حظا كبيرا من العلم والمعرفة، وكان من بين أساتذته أبو الفتوح الغزالي أخو حجة الإسلام صاحب الإحياء والإمام السهروردي وأحمد الرفاعي وغيرهم من كبار رجال العلم والتصوف.
ثم أذن له جده في السفر إلى البصرة والكوفة والحجاز فأخذ عن علمائها وعاد إلى العراق مقيما في بغداد الجديدة للتدريس ونشر العلم مبتعدا عن قصور الخلفاء والوزراء، ناقما على ما آلت إليه الخلافة من ضعف وفساد وتزعزع واضطراب، واشتدت نقمته وتضاعف قلقه وتبرمه بالحالة عندما قبض الخليفة المسترشد على جده وأودعه السجن فرحل إلى بغداد القديمة واختفى هناك، ولما عاد جده وقبل وزارة الخليفة المقتفي سنة 531هـ أتى إليه ووعظه وحذره عاقبة الاتصال بالخلفاء المسلوبي الارادة المشتغلين بملذاتهم عن مهام الخلافة وواجباتها، فلم يلتفت إليه فتركه وشأنه ،وقد صح ما توقعه حفيد الوزير الكبير فتغير المقتفي على جده وهم بالقبض عليه فاحتمى منه في دار السلطان مسعود ثم لزم داره إلى أن مات سنة 538هـ.
و ضاق يعقوب ذرعا ببغداد بعد وفاة جده ولم يستطع صبرا على الإقامة بها، واتفق مع أبنائه الثلاثة على الرحيل عنها فسار ابنه عمر إلى بخارى من أرض تركستان، وتوجه عبد الله إلى شيراز قصبة فارس حيث تزوج بكريمة أحد العباسيين هناك فأنجبت له ابنه سالما، أما هو فقد سافر إلى خراسان ومعه ابنه الثالث يوسف، ولكنهم عاودهم الحنين إلى العراق بعد سنوات قضوها في بلاد الأعاجم فعادوا إلى وطنهم سنة 549هـ .
ولم تكد تستقر أقدامهم في بغداد حتى أدركوا أنه لن يطيب لهم المقام في بلد اضطرب فيه الأمن واختلت فيه شؤون الحكم وتكاثرت فيه الفتن فصمموا على الهجرة، ويقال بأن بعض أصدقائهم أشار عليهم بالهجرة إلى أطراف اليمن ومن بينهم العلامة الكبير الشيخ عبد القادر الجيلاني أحد كبار رجال التصوف في ذلك العهد، فقد قال لهم: ان أطراف اليمن أسلم للدين وأبعد عن الفتنة وأخف للمعيشة.
كذلك كان يعرف أهل هذا البيت بآل الوزير، فقد كان رئيس هذه الأسرة علي بن طراد وزير الخليفتين المسترشد والمقتفي، قال الهمذاني: لم يل الوزارة عباسي سواه، وقال ابن كثير: لا يعرف أحد من العباسيين باشر الوزارة غيره، وقال الذهبي: كان صدرا مهيبا نبيلا كامل السؤدد، دقيق الفهم، بعيد النظر، ذا رأي وإقدام، فمن أجل ذلك دعيت هذه الأسرة بآل الوزير كما هو ظاهر.
هاجر آل الوزير من بغداد خفية متسترين قاصدين الحجاز لأداء فريضة الحج، فلما قضوا مناسكهم وزاروا المدينة المنورة اتجهوا إلى جدة حيث ركبوا سفينة شراعية كانت مسافرة إلى بلدان المحيط الهندي وبحر العرب، وشعر شيخ الأسرة يعقوب بن يوسف وهو في البحر بانحراف في صحته لازمه واشتد به حتى حاذت السفينة ساحل حضرموت فاختار أن ينزل في المكلا بجانب الكثيب الأبيض، وكانت قرية صغيرة لا توجد بها سوى أكواخ الصيادين المقيمين بها .
وأحس الشيخ بدنو أجله فجمع أبنائه الثلاثة وحفيده سالما وتحدث إليهم طويلا وأوصاهم بالتمسك بالتقوى والزهد والاجتهاد في طلب العلم ونشره والصبر على المشقات في الحياة ولزوم الاستقامة، وحذرهم من الكسل والكبر والعجب وطلب الشهرة، ثم أدركته الوفاة فقضى نحبه سنة 553هـ ودفن في الكثيب المعروف الآن في العاصمة بتربة يعقوب وضريحه مشهور يقصد بالزيارة حتى الآن وعليه قبة مرتفعة.
ولم تكن المكلا في ذلك العهد بدار إقامة لمثل آل الوزير فارتحلوا عنها إلى الشحر، وكانت إذ ذاك أكبر وأصلح مدينة على الساحل،فأقاموا بها واستوطنوها وتصدوا فيها للتدريس ونشر العلم ونفع الناس، فالتف حولهم الأهالي وأكرموا نزلهم لما عرفوا به من كرم الأخلاق وحسن السيرة.
وبينما كان يوسف بن يعقوب في أرض حجر يعلم الناس ويدعوهم إلى الله أدركته المنية فمات وقبر هناك، ومات أخوه عمر بعد برهة وجيزة فدفن بالخور غربي مدينة الشحر، واعتصم أخوهما عبد الله بالصبر لفقدهما ووجد في الانصراف إلى تربية ابنه سالم والاشتغال بتعليمه بعض السلوى عن فراق أخويه وعما كان يشعر به آلام الغربة.
قلنا إن عبد الله بن يعقوب عندما كان بشيراز من أرض فارس تزوج كريمة أحد أبناء عمومته من العباسيين ورزق منها بولد هو سالم بن عبد الله الذي قضت الأقدار بأن يولد في شيراز من عائلة بغدادية ثم يقضي شبابه وبقية حياته لا في العراق ولا في بلاد فارس ولكن في حضرموت موطن عاد وبلاد حمير وكنده .
أتم سالم بن عبد الله تعليمه في الشحر تحت إشراف والده، ثم أخذ ينتقل بإشارة منه بين البادية يعلمهم ويصلح ذات بينهم، وقد دفعه اختلاطه بالبدو إلى أن يتزوج بنت أحد رؤسائهم في قرية (عرف) وهي جميلة بنت أحمد بن علي رئيس قبيلة المسليين التي لم تلبث أن أنجبت له محمد بن سالم الجد الأعلى لآل باوزير المعروف الآن بمولى عرف لأنه عاش ودفن هناك.
ومحمد-مولى عرف- هذا هو الوارث الوحيد في حضرموت لأسرة آل الوزير المهاجرة من العراق والعباسي الأول الذي ولد بحضرموت من هذه العائلة، فقد توفي أخوا جده يوسف وعمر دون عقب وتوفي جده عبد الله بالشحر عن والده سالم فقط الذي مات بالجويب الواقعة بالقرب من حورة ولذلك اعتبر محمد بن سالم الجد الأول لآل باوزير وكان أحد كبار رجال التصوف في القرن السابع الهجري ومن أقران الفقيه المقدم محمد بن علي باعلوي والشيخ سعيد بن عيسى العمودي وله بهما صلة وثيقة، وقد توفي عن ثلاثة من الولد هم أبو بكر وسعيد وعمر وهذا الأخير هو والد الشيخ عبد الرحيم بن عمر مؤسس مدينة غيل باوزير .
وقد رأيت في رسالة خطية قديمة لدى أحد المشايخ في حورة أن من بين أساتذة الشيخ محمد بن سالم مولى عرف العلامة الإمام محمد بن علي صاحب مرباط والشيخ أحمد الهدهدي والشيخ أحمد البطين والعلامة الفقيه محمد بن إسماعيل الحضرمي بزبيد في جملة من علماء اليمن، كما أخذ عن والده سالم وجده عبد الله بن يعقوب.
أما من أخذ عن الشيخ محمد بن سالم فقد ذكرت منهم هذه الرسالة: الشيخ علي بن سلم الحضرمي والإمام الفقيه العلامة محمد بن أحمد بن يحيى بن أبي الحب التريمي والشيخ سعد بن علي الظفاري والفقيه المقدم محمد بن علوي باعلوي والشيخ سفيان اليمني والشيخ أحمد بن الجعد والشيخ سعيد بن عيسى العمودي والشيخ سعيد بن عمر بلحاف والشيخ عبد الله بن محمد باعباد وغيرهم.
وتقول هذه الرسالة أن الشيخ محمد بن سالم تزوج في حورة بنت أستاذه العلامة الشيخ أحمد البطين بامزاحم باجابر فولدت له ابنه أبا بكر، أما ولداه الآخران فهما من زوجة أخرى.
ولد ونشأ في حورة بين أخواله آل باجابر ودرس على أبيه محمد بن سالم –مولى عرف- علوم الشريعة والطريقة، ثم سار إلى اليمن واجتمع بمشايخ كثيرين منهم الشيخ محمد بن حسين البجلي والشيخ محمد بن أبي بكر الحكمى وله معهما الصحبة الأكيدة والأخوة الرشيدة، وذهب إلى مكة والمدينة لأداء فريضة الحج والزيارة،ثم لطلب العلم والاجتماع بالعلماء، وقيل انه بقى يتردد بين الحرمين الشريفين للدراسة ما يقارب من أربع وثلاثين سنة حتى أخذ من جميع العلوم بالحظ الأوفى.
ولما عاد إلى وطنه ومسقط رأسه حورة عكف على العبادة ونشر العلم والتدريس والتذكير بالله والدعوة إلى الله، وأقبل الناس على الاستفادة منه حتى تخرج على يديه وانتفع به خلق كثير وكان إلى جانب نشاطه الديني والثقافي ذا بسطة في الجاه والمال استغلهما في الإحسان إلى الفقراء ومساعدة المحتاجين وإكرام الضعيف وصلة الأرحام،وقد اشترى الأطيان الواسعة والنخيل والبيوت وحفر الآبار لينتفع بمائها الناس وبنى مسجده المعروف الذي هو الآن جامع حورة ثم تصدق بجميع ما يملكه من العقار وقفا مؤبدا بعضه على مصالح المسجد والبعض الآخر للضيافة وإصلاح الآبار، فكان كل غريب ينزل بحورة يجد من وقف الشيخ أبي بكر نزولا يأو يه وطعاما يقدم إليه في وجبات محدودة، ولا تزال هذه الأوقاف موجودة حتى الآن وان كانت في حاجة إلى مزيد من الحفظ والعناية.
ولما كلمه أخواله آل باجابر في ذلك قائلين له: كيف تصدقت بجميع مالك؟ أتريد أن تترك ورثتك عالة على الناس, هلا تركت لهم ما يكفيهم. قال: تركت لهم( نشر المال وفخذ النخل وقسمهم من العطب يكفيهم ستر العورة) وقال هذا يكفيهم إذا اتقوا الله وصدقوا في معاملته وكان الشيخ أبو بكر يحتفظ بمكتبة كبيرة عامرة بالكتب في مختلف العلوم والفنون، وقد احتفظ بها وزاد عليها ابنه عبد الرحمن وأحفاده من بعده، وكان عبد الرحمن بن أبي بكر هذا قوى الذاكرة سريع الحفظ، فكان يحفظ المحرر للرافعي وكثيرا من كتب الحديث، وله مشاركة في علوم الأدب والتفسير والمنطق حتى قيل أن والده قال عنه:" لو عاش عبد الرحمن طويلا لكان مجددا للمذهب" فمات رحمه الله في حياة والده وكانت زوجته حاملا فوضعت بعد وفاته ولدا ذكرا سماه والده عبد الرحمن بن عبد الرحمن، وهو والد صاحب الترجمة الذي عقدنا هذا الفصل لذكر جانب من سيرته وتاريخه.
هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سالم. ولد بحورة ولم أقف على تاريخ ولادته ولكن من المؤكد أنه عاش في أول القرن التاسع الهجري وآخر القرن الثامن، فقد ثبت أنه لزم وصحب كثيرا من العلماء كلهم عاشوا في هذين القرنين. بدأ دراسته الدينية واللغوية في حورة على والده وأعمامه، ثم رحل للاستزادة من العلم إلى اليمن والحرمين الشريفين حيث لقي وأخذ عن جماعة كبيرة من مشاهير علماء اليمن والحجاز كما أخذ عن عدد من أقطاب الثقافة الإسلامية في العالم العربي ممن يردون إلى الحجاز أثناء موسم الحج.
وتذكر الرسالة التي اعتمدت عليها في بعض المعلومات هذه الترجمة من أساتذة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن في الحجاز الإمام عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني ثم المكي والإمام المربى جمال الدين محمد بن سعيد كبن الطبري القرشي والشيخ محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الوهاب وأخيه عبد الواحد وفقيه المدينة ومحدثها أبو بكر المراغى وحافظ مكة الإمام محمد بن ظهيرة كما تذكر منهم الشهاب ابن العربي وتاج الدين السبكي والجلال البلقيني والجلال الاسنوي وذلك في زمن الحج وكذلك العلامة تقي الدين الحصني شارح أبي شجاع والشمس البرماوي والإمام أحمد بن العماد والشيخ الكازروني عالم المدينة وغير هؤلاء من العلماء الأعلام .
أما من أخذ عنهم من علماء اليمن فمنهم شرف الدين بن الصيف اليمني وشرف الدين المقري صاحب عنوان الشرف وجمال الدين الناشرى والعلامة مسعود بن سعد باشكيل وغيرهم. وللشيخ عبد الله بن عبد الرحمن –صاحب الترجمة- رسالة جمع فيها مشايخه اللذين أخذ عنهم وأسانيد أجارتهم له المتصلة بالإمام الشافعي مشايخه في علم الحديث المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت رحلاته الكثيرة إلى الخارج لطلب العلم ولقاء العلماء وقراآته العديدة في مختلف العلوم والفنون وتوفر الكتب لديه في مكتبة أجداده بحورة كل ذلك كان من بين الأسباب لغزارة علمه وتوسيع أفقه الثقافي ومشاركته في علوم الشريعة والأدب والتاريخ واللغة والمنطق وغيرها، وقد ذكرت الرسالة التي أشرت إليها سابقا مجموعة كبيرة من الكتب التي قرأها صاحب الترجمة في مقدمتها كتب الأئمة أبي إسحاق والرافعي والنووي والغزالي والسهروردي في الفقه والتصوف كما ذكرت طائفة أخرى من كتب التفسير والحديث لا حاجة لذكرها هنا.
ولما عاد إلى حورة من رحلاته العلمية تفرغ لنشر العلم والتذكير بالله والاتصال بعلماء القطر الحضرمي وصالحيه، وكانت له زيارات متعددة إلى تريم والشحر وغيل باوزير وغيرها من مدن البلاد الحضرمية وقراها، وكانت له صلة صهارة بالعلامة الكبير السيد عمر المحضار ابن عبد الرحمن السقاف، فقد تزوج المحضار أخت صاحب الترجمة فاطمة بنت عبد الرحمن وعاش معها في تريم، كما كان صاحب الترجمة على صلة وثيقة بالعلامة الإمام عبد الله بن أبي بكر العيدروس وكان كثير الإعجاب به والتقدير له وله في مناقبه كتاب سماه تحفة النفوس في مناقب العيدروس، وقد أشار صاحب المشرع الروى في مناقب السادة آل باعلوي إلى هذه الصلة بين العيدروس والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن فقال ما نصه باحرف الواحد:- وكان الإمام العارف بالله محمد بن علي صاحب عيديد وتاج العابدين سعد بن علي والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن باوزير مع الاتفاق على جلالة قدرهم وعلو منصبهم ممن لازم صحبته وأخذ عنه طريقته- انتهى، أما السيد علي بن أبي بكر السكران فقد عدّه من بين مشايخه وذكر اجازته له سنة 843هـ.
وقد ذكر الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن في كتابه تحفة النفوس أن الشيخ عبد الله بن أبي بكر العيدروس قدم إلى حورة وهو أي العيدروس إذ ذاك صغير السن ( لان العيدروس ولد سنة 811هـ ) فنزل ضيفا عليه، وقال إن السيد العيدروس قرأ عليه عدة كتب وطلب منه عقد الصحبة و المواخاة على طريقة أهل التصوف من السلف فأجابه إلى ذلك.
وقد توفي الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بعد حياة كريمة مليئة بالشرف والفضل وكرم الأخلاق ونشر العلم والإحسان إلى الناس والدعوة إلى الله وترك عدة أولاد أشهرهم وأجلهم ابنه عمر بن عبد الله الذي سماه والده بهذا الاسم بإشارة من السيد عمر المحضار، ونحن ننقل هنا بتصرف من الترجمة التي أوردتها له الرسالة المشار إليها آنفا ما يكفي في التعريف به، قالت:-
ولد بحورة ونشأ بها وتعلم القرآن مع المعلم محمد باصادق، ثم حفظه وأتقنه على القرآت السبع تحت إرشاد والده وجماعة من الصلحاء والحفاظ، حتى كان يقال له المقرئ، ودرس علوم الشريعة على والده وأعمامه وغيرهم من كبار العلماء العارفين.
فقرأ على والده المنهاج للنووي والتنبيه لأبي إسحاق والعمدة لابن النقيب والمحرر للرافعي وجملة رسائل في علم التصوف، كما قرأ على والده أيضا كتاب الأحياء للإمام حجة الإسلام الغزالي وعوارف المعارف للسهروردي وقوت القلوب لأبي طالب المكي، وقرأ الأحياء أيضا على السيد عبد الرحمن بن أبي بكر العيدروس وعلى السيد عمر المحضار منهاج العابدين للغزالي، والمقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وكيمياء السعادة للغزالي أيضا، وعلى السيد أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف بداية الهداية، وقرأ رسالة القشيري على الشيخ فارس باقيس وعلى السيد عبد الله بن أبي بكر العيدروس جملة رسائل في علوم الطريقة والحقيقة، وقد أجازه الجميع في العلوم والاذكار واذنوا له بالتدريس والإفتاء،
وكان كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث، وإن كان جل مطالعته في كتب التصوف والرقائق
وكان الشيخ عمر من أكثر الناس احتمالا وأشدهم صبرا وأحسنهم صفحا وأوسعهم صدرا، إن قطع وصل وإن ظلم عدل وإن نصح فبالتي هي أحسن وإن وعظ أبكى وأحزن، وقد ابتلي بكثير من الحساد فصبر على أذاهم، وفي ذلك يقول تلميذه العلامة الشاعر الصوفي الكبير الشيخ عمر بامخرمة في مطلع قصيدة مثبتة في ديوانه المخطوط:-
باوزير إن جفى جافى وجاء منه أجناف
إلى آخرها
وفي مطلع قصيدة أخرى:-
باوزير إن رماك العوف بالجور واحنف
وفي هاتين القصديتين يشير الشيخ عمر بامخرمة إلى ما لقى الشيخ عمر باوزير من عداوة الحساد وصيره عليهم، وقد عده الشيخ عمر بامخرمة من كبار مشايخه الذين اعتمد عليهم في الطريق إلى الله، وكانوا أربعة من المشهورين بالتقوى والولاية ذكر ثلاثة منهم في إحدى قصائده وقال عن الرابع:-
والرابع هو قال لي لا تظهر اسمي
يعني بذلك الشيخ عمر بن عبد الله باوزير
وكان من أبرز أخلاقه الحميدة الكرم والسخاء، فكان يعطي الجزل ويداوم على البذل وينفق في جميع أوجه البر وخصوصا في الأوقات الفاضلة كرمضان والأعياد الدينية وأوقات المجاعة والإسنات، ويخص الفقراء والأيتام والأرامل والأرحام بمزيد من العناية، وربما وردت إليه أموال كثيرة فيأتي المساء وليس له منها العشاء.
روى خادمه أحمد بن صالح بازياد قال جئت أنا ووالدي ذات يوم قاصدين الشيخ عمر في وقت مجاعة والحبوب غير موجودة فوجدنا بيته غاصا بالضيوف والزوار وقلت لوالدي الأولى أن نعود فإن بيت الشيخ مزدحم(والوقت حان والطعام غير موجود) وبقيت أحسن لوالدي الرجوع ونحن في أشد الفاقة، فإذا بسيدي عمر يدعونا للدخول ويقول: تعالوا احضروا مجلس المحبين، وما عليكم من باقي الأمور فهي صالحة، فدخلنا عليه وهو يتحدث مع أضيافه فرحا مستبشرا، فقلت في نفسي: سبحان الله، الشيخ في هذه الأوقات الحرجة يضحك وأنا عالم بحاله. فأنشدنا:-
لا يرفع الضيف رأسا في منازلنا إلا إلى الضاحك منا ومبتسم
فقلت زدني يا سيدي. قال: أما سمعت قول الشاعر؟قلت وماذا قال؟ قال سأكتب لك في قرطاس حتى لا يسمع أحد، فكتب:-
أضاحك ضيفي قبل أنزال رحـله ويخصب عندي والمحل جديب
وما الخصب للاضياف أن تكثر القرى ولكنما وجه الكريم خصيب
ولم نلبث كثيرا حتى قدم الأكل وهو من البر والذرة والرز واللحم فأكلنا مع الأضياف حتى شبعوا وشبعنا، ثم قلت للشيخ : ليس المحل جديبا، ولكنه خصيب ووجهك أخصب منه، فقال: الحمد لله الذي تفضل على عباده بالنعم وأراد منهم الشكر، ثم تكلم حتى بكى وأبكى. انتهى.
وكان الشيخ عمر ذا جاه واسع لدى كثير من قبائل الجهة الحضرمية، وكلمة نافذة عند عاهل حضرموت الكبير في القرن العاشر الهجري السلطان بدر أبي طويرق الكثيري، وقد حدث سنة 937هـ أن جملة فخائذ من بني هلال في مدينة هينن ومصنعتها المسماة (فرحة) يقال لهم آل النمر وآل الفشر وآل باقار وآل العمري وغيرهم، ومن مذحج ونهد، كانوا ينهبون رعايا السلطان أبى طويرق ويتحرشون به فغزاهم أبو طويرق بجيش كبير قوامه ألف جندي من الخيالة والهجانة والرجالة ودامت الحرب مدة انتهت بهزيمة أعداء السلطان وانكسارهم، فالتجأوا إلى الشيخ عمر بن عبد الله وطلبوا منه أن يتوسط لدى أبي طويرق في عقد معاهدة بينه وبينهم يعلنون فيها طاعتهم له على أن يبقيهم في محلاتهم ومنطقتهم.
واتصل الشيخ عمر بالسلطان فوافق على إعطائهم الأمان، ولكنه رأى أن بقائهم مجتمعين في محل واحد خطر يهدد كيان السلطنة الكثيرية، وعرض على الشيخ عمر أن يقنعهم بوجوب التفرق من هينن إلى محلات أخرى فقبلوا، وتم الصلح على ذلك.
وأراد السلطان أبو طويرق أن يكافئ الشيخ عمر على صنيعه هذا ومجهوداته في هذا السبيل مكافأة مادية فرفض وطلب من السلطان أن يأمر برفع جميع العشرات الحكومية عنه وأن لا تؤخذ منه زكاة، بل يتولى توزيعها هو بنفسه، وان تقبل شفاعته هو وأولاده في كل من يحبس في مصنعة هينن فأجابه السلطان إلى ذلك وكتب له وثيقة بما طلب هذا نصها:-
بسم الله الرحمن الرحيم
{ ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم }. أما بعد فليعلم الواقف على هذه الرقعة المحررة بأن سيدي ومولاي وملاذي وملجأي وعمادي الشيخ الأجل الفاضل الولي الكامل العالم العامل الشيخ عمر ابن الشيخ الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن ابن الشيخ الكبير أبي بكر بن محمد بن سالم باوزير مجللا ومكرما و محشما ومعظما ومجبرا في جميع أملاكنا بحرا وبرا هو وأولاده وذريته من يومنا هذا إلى يوم الدين، ليس عليهم عشر ولا زكاة ولا شئ من القوانين التي للديوان في طالع ونازل من البحر والبر، ولا يفرق عليهم الفارق ولا يحرسهم الحارس ولا يطوف عليهم الطائف، بل مجبرين في جميع أملا كنا بحرا وبرا من كل ما هو للديوان من القوانين والقواعد المعتادة، وكذلك لهم الشفع في كل من حبس في مصنعة هينن شفاعتهم غير مردودة، ومن تعدى أو خالف جميع ما ذكر فلا يلوم إلا نفسه ولا ينال إلا خسره وبخسه. قال ذلك وأملاه وأقر به الفقير إلى الله
بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري
والله الشاهد على ما أقول والحسيب. وكتبه بيده
وفي هذه الوثيقة توقيعات سبعة من الشهود هم عمر بن عبد الله بامخرمة وعبد الصمد باكثير وأحمد بن عبد الله باكثير وأحمد بن سهل بن إسحاق ومحسون بن عامر بن إسحاق وعبد الله بن أحمد باجسير وأحمد بن ليث باجابر.
وللشيخ عمر شعر شيق يكتبه باللغة الدارجة القريبة من الفصحى، من هذه الأبيات من قصيدة طويلة قالها بمناسبة تجمع وإلى المخينيق علي بن ظفر وأهل السور والمقاريم والظلفان لمعارضته في عمارة ضمير (الضمير في عرف أهل حضرموت السد يقام في مجرى السيل للتحكم فيه وتحويل الماء إلى الأرض التي يراد سقيها) حورة، وقد انتصر للشيخ عمر أتباعه من نهد ونشبت معركة حربية بين الفريقين انتصر فيها الشيخ عمر وفي ذلك يقول:-
ويوم قمنا في الوادي جاروا علينا في الطغيان
أهل المخانيق وأهل السور بنهب والسلب باللصان
وخوفوا من سكن حورة جميعهم وأرض الشيطان
العدن من بطلهم شارب ونخل حورة بقى عطشان
على بن ظفر قام وأصحابه رماهم الله بالخذلان
إلى أن قال:-
وأولاد عامر معي قاموا بصدق نية بنو قحطان
ثابت ومسعر وبن مسعر وبن مزعزع أبو الحكمان
وآل الطويل الذي طالوا هم وآل عبد الله الغلمان
وأصحابهم آل بن مدرك والرأس ثابت أبو روضان
وآل عجاج قد سعدوا صبيانهم هم ويا الشبان
قاموا معي صدق بالنيه جميعهم بالهنا فرحان
عرضنا فيما سبق لجانب من تاريخ بعض أحفاد الشيخ أبي بكر بن محمد سكان حورة ونريد أن نذكر في ختام هذا الفصل التاريخي عن آل باوزير موجزا عن تاريخ أخويه سعيد بن محمد وعمر بن محمد وأبنائهما.
توفى الشيخ سعيد بن محمد بحورة عن سبعة أبناء أشهرهم محمد بن سعيد جد أهل النقعة الساحلية وقبره في غيل باوزير،وله ولد يدعى أحمد بن محمد وهو أول من قبر بالنقعة وانتشرت ذريته بها ولهم فيها صدقات وأوقاف للضيافة ومصالح المسجد الجامع الذي بني على طريقة غريبة لم يحتج معها إلى الإستعانة بالأخشاب في سقفه، وتوجد لديهم مخطوطات قديمة بعضها لايزال موجودا حتى الآن. ومن أشهر أحفاد الشيخ سعيد بن محمد مولى عر ف العلامة المحن الكبير الشيخ عبد الرحيم بن عبد الله بن سعيد صاحب ساه و مؤسس المسجد الجامع بها وصاحب الصدقات وأوقاف الضيافة العامة في هذه المنطقة. وله ذرية بساه يقال لهم آل الشيخ أما عمر بن محمد فهو الذي بنى الغيل الأسفل سنة 656هـ، والتي تعرف الآن بغيل عمر ومؤسس المسجد فيها، وقد لزم وصحب الأستاذ الكبير عبد الله باعلوي ابن الفقيه المقدم، ويعتبر من أخص مشايخه، وكانت وفاته بالغيل الأسفل سنة 721هـ وهو والد العلامة الإمام الفقيه الشيخ عبد الرحيم بن عمر مؤسس مدينة غيل باوزير المشهورة، والذي كان من أبنائه وأحفاده جماعة كبيرة عرفت بالعلم والفضل والصلاح.
وتقول المصادر التي بين أيدينا أن الشيخ عبد الرحيم بن عمر قدم إلى الساحل سنة 706هـ باحثا عن المنطقة الصالحة للإقامة له ولعقبه من بعده، فوقع اختياره على البقعة التي تدعى الآن بغيل باوزير، وقد بنى بها أول منزل لسكناه غربي مسجده الجامع المشهور، ثم حفر في الناحية الشمالية للمسجد غير بعيد منه اشهر العيون بها والتي كانت ولا تزال تروي مساحات واسعة من النخيل والأراضي المزروعة جنوب مدينة الغيل، وتجمعت لديه ثروة مكنته من أن يشتري عقارات وأطيانا واسعة في الخربة والبقرين وغيرها من ضواحي المكلا تصدق بها جميعا، مع أكثر ما يملك في الغيل كوقف دائم تصرف غلته في مصالح المسجد والضيافة وتوزع منه في مناسبات دينية وأعياد خاصة صدقات على الطريقة التي اشترطها هو، وقد أضاف أبناؤه من بعده أوقافا إلى هذا الوقف حتى أصبح الآن يقدر محصوله بما لا يقل عن خمسة عشر ألف شلن سنويا.ولم يكن نشاطه في الناحية الثقافية بأقل من نشاطه في جانب الإقتصاد،فقد بنى مدرسة لأبنائه وأحفاده وغيرهم من طلاب العلم، واستقدم لها المدرسين الاكفاء، وأرسل أبنائه للاستزادة من العلم، فرحلوا إلى اليمن والحجاز للقاء العلماء والأخذ عنهم حتى عرف كثير من أبنائه وأحفاده بسعة العلم وكثرة الاطلاع وحب الخير والتفاني في منفعة الناس، كما كانوا ألسنة الدعوة والارشاد في مناطق الساحل، ورسل السلام والإصلاح بين القبائل، ومثال الكرم وسماحة النفس إذا نزل بهم طارق أو زائر.
والواقع أن كرم الضيافة وحسن استقبال الغرباء من أشهر الصفات الخلقية الفاضلة التي امتاز بها أفراد هذه الأسرة في ساحل حضرموت وداخلها، فقد أعدوا في أكثر المدن والقرى التي يقيمون بها بيوتا للضيافة يطعم فيها المسافر أياما معلومة وضمنوا استمرارها بأوقاف تصدقوا بها لهذا الغرض، نذكر منها على سبيل المثال بيوت الضيافة في غيل باوزير والنقعة وريدة الجرهيين ورحبة ابن جنيد وفي وادي عدم وساه وحورة ووادي العين وجعيمة وعرف وغيرها.
وانقضت أربعون عاما منذ وضع الشيخ عبد الرحيم بن عمر حجر الأساس لهذه المدينة، كان فيها القانت العابد إذا جن الظلام، والعالم العامل إذا ارتفع النهار، لا يطغى فيها المسجد على المزرعة فيخل بشؤون دنيا، ولا تشغله المزرعة عن المسجد فتفسد عليه أمور دينه، وكان له فيما بين المزرعة والمسجد متسع من الوقت للإشراف على المدرسة ونشر العلم بين العامة واستقبال ضيوفه الذين لا ينقطعون، والإصلاح بين القبائل، إلى غير ذلك من أوجه النشاط الإجتماعي التي كان من بينها الدعاية لاستيطان هذه المنطقة والإفراج عن المياه المخزونة في جوفها بحفر العيون والقنوات لاستخدامها في زراعة تربتها الخصبة، وقد دفع لهذا الغرض ابن عمه محمد بن سعيد فحفر هو وأبناؤه عيون النقعة ووديكة وغيرها حتى صارت هذه المنطقة مروجا خضراء وجنانا عامرة بالنخيل والمزارع.
وهكذا كان للشيخ عبد الرحيم بن عمر في الإرشاد لسان، وفي العلم باع، وفي الإقتصاد يد، وفي العبادة قدم حتى وافاه أجله في منتصف شعبان سنة 747هـ، ودفن خارج مسجده بجانب الجدار الشرقي(داخل المسجد الآن) ، وترك من الأولاد ثلاثة هم:سعيد وعثمان وأحمد ينتمي عليهم كل أفراد آل باوزير السكان في الغيل.
للشيخ سعيد بن عبد الرحيم ولدان هما عمر بن سعيد وهو جد آل بن طاهر الموجدين الآن في الغيل، وعبد الرحيم بن سعيد، ولم يترك عقبا ذكرا، وهو أحد مشاهير رجال التصوف في القرن الثامن، وله صلة وثيقة بالعلامة السيد عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف ترجمة الشرجي في طبقاته فقال:-
"الشيخ الكبير عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم بن عمر بن محمد بن سالم باوزير، كان أفضل المشايخ المتأخرين وأكملهم تربية للمريدين، وله في طريق القوم معرفة تامة وكلام مشهور منه قوله: القدرة حاملة للكون بما فيه مسخرة لقدرة والأمر بينها منتظم، وقال في صف القوم: أن رأيت مكنون سعدهم فيحبهم ويحبونه، وإن رأيت منشور مجدهم فرضى الله عنهم ورضوا عنه، وإن سالت عن مقامهم فعند مليك مقتدر، وإن أردت وصفهم فأولئك أعظم درجة عند الله، وإن أكبرت ما ظهر منهم فما تخفي صدورهم أكبر.وتوفي ليلة الثالث والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 827هـ ودفن شرقي قبر جده، وله من التصانيف والطرائق يمليها على سبيل الوارد"
وكتاب –الطرائق- هذا أثر تاريخي يعطينا صورة صحيحة عن مدى ثقافة مؤلفه ومناحي تفكيره ومبلغ تمكنه من اللغة واقتداره على الكتابة. وهي رسالة صغيرة تتألف من سبعة وعشرين فصلا يسمى كل فصل منها طريقة تتحدث في أسلوب صوفي ومصطلحات صوفية عن طريق القوم في الاتصال بالله عوز شأنه وإخلاص العبودية له والفناء عن كل ما سواه.
خذ مثلا افتتاحية الطريقة السابعة عشرة التي يقول فيها:-
"الحمد لله الذي ألبس قلوب أوليائه لباس التقوى فتشوقت واستبشرت، وجلا قلوبهم من صدى الغفلة بذكره فان صقلت وتنورت، وحجب أسرارهم عن مشاهدة غيره فما حادت ولا تغيرت، وكشف لبصائرهم عن نور توحيده فطاشت وذهلت واستغرقت وتحيرت، فأرسل لها في طي نسيم القرب أسرارا فاستنشقتها بأنف ذوقها فحنت للقائه ولعهده القديم تذكرت"
وهذا مثال آخر من الطريقة الثانية:
"يا أرباب الوله في حب معشوق الأرواح ويا أصحاب الخوف في غاية أمان العارفين ما بينكم وبين مطلوبكم سوى ارتفاع السور وما يحجبكم عنه إلا حجاب الهياكل فطيروا إليه بأجنحة الغرام وطلبوه عند الحياة الأبدية، وموتوا عن شهوات إرادتكم ليحيكم به عنده في مقعد صدق"
ومنها :-
" البراءة من الحول والقوة إلا به حقيقة التوحيد ومحوى كل ما يلوح لعين العقل محض التفريد، وإلقاء ما في الوجود بيد الطمع عين التجريد، قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون"
المصدر : الجزء الثامن من من كتاب " صفحات من التاريخ الحضرمي " للشيخ سعيد عوض بن طاهر باوزير العباسي
الطبعة الأولى - مطابع دار الكتاب العربي بمصر 1373 هـ - 1954 م
العطيشي (باوزير) و مواقفه مع الحموم
المصدر إهداء من : الشيخ محمد سالم باعبود بن عبد الصمد باوزير
تاريخ الادخال: 14 يونيو 2001 م
تاريخ آخر تحديث للصفحة :
01-03-2005