أنت هنا

تفاصيل نسب و تاريخ آل باوزير

يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد العباسي الزينبي

يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد العباسي الزينبي

في نهاية القرن الخامس الهجري أو بداية السادس ولد في بغداد يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد، ومات أبوه يوسف وهو طفل لم يبلغ الحلم، فكفله جده علي بن طراد نقيب العباسيين ووزير الخليفتين المسترشد والمقتفي، وأشرف على تربيته وتعليمه حتى نال حظا كبيرا من العلم والمعرفة، وكان من بين أساتذته أبو الفتوح الغزالي أخو حجة الإسلام صاحب الإحياء والإمام السهروردي وأحمد الرفاعي وغيرهم من كبار رجال العلم والتصوف.
ثم أذن له جده في السفر إلى البصرة والكوفة والحجاز فأخذ عن علمائها وعاد إلى العراق مقيما في بغداد الجديدة للتدريس ونشر العلم مبتعدا عن قصور الخلفاء والوزراء، ناقما على ما آلت إليه الخلافة من ضعف وفساد وتزعزع واضطراب، واشتدت نقمته وتضاعف قلقه وتبرمه بالحالة عندما قبض الخليفة المسترشد على جده وأودعه السجن فرحل إلى بغداد القديمة واختفى هناك، ولما عاد جده وقبل وزارة الخليفة المقتفي سنة 531هـ أتى إليه ووعظه وحذره عاقبة الاتصال بالخلفاء المسلوبي الإرادة المشتغلين بملذاتهم عن مهام الخلافة وواجباتها، فلم يلتفت إليه فتركه وشأنه ،وقد صح ما توقعه حفيد الوزير الكبير فتغير المقتفي على جده وهم بالقبض عليه فاحتمى منه في دار السلطان مسعود ثم لزم داره إلى أن مات سنة 538هـ.
و ضاق يعقوب ذرعا ببغداد بعد وفاة جده ولم يستطع صبرا على الإقامة بها، واتفق مع أبنائه الثلاثة على الرحيل عنها فسار ابنه عمر إلى بخارى من أرض تركستان، وتوجه عبد الله إلى شيراز قصبة فارس حيث تزوج بكريمة أحد العباسيين هناك فأنجبت له ابنه سالما، أما هو فقد سافر إلى خراسان ومعه ابنه الثالث يوسف، ولكنهم عاودهم الحنين إلى العراق بعد سنوات قضوها في بلاد الأعاجم فعادوا إلى وطنهم سنة 549هـ .
ولم تكد تستقر أقدامهم في بغداد حتى أدركوا أنه لن يطيب لهم المقام في بلد اضطرب فيه الأمن واختلت فيه شؤون الحكم وتكاثرت فيه الفتن فصمموا على الهجرة، ويقال بأن بعض أصدقائهم أشار عليهم بالهجرة إلى أطراف اليمن ومن بينهم العلامة الكبير الشيخ عبد القادر الجيلاني أحد كبار رجال التصوف في ذلك العهد، فقد قال لهم: ان أطراف اليمن أسلم للدين وأبعد عن الفتنة وأخف للمعيشة.
كذلك كان يعرف أهل هذا البيت بآل الوزير، فقد كان رئيس هذه الأسرة علي بن طراد وزير الخليفتين المسترشد والمقتفي، قال الهمذاني: لم يل الوزارة عباسي سواه، وقال ابن كثير: لا يعرف أحد من العباسيين باشر الوزارة غيره، وقال الذهبي: كان صدرا مهيبا نبيلا كامل السؤدد، دقيق الفهم، بعيد النظر، ذا رأي وإقدام، فمن أجل ذلك دعيت هذه الأسرة بآل الوزير كما هو ظاهر.
هاجر آل الوزير من بغداد خفية متسترين قاصدين الحجاز لأداء فريضة الحج، فلما قضوا مناسكهم وزاروا المدينة المنورة اتجهوا إلى جدة حيث ركبوا سفينة شراعية كانت مسافرة إلى بلدان المحيط الهندي وبحر العرب، وشعر شيخ الأسرة يعقوب بن يوسف وهو في البحر بانحراف في صحته لازمه واشتد به حتى حاذت السفينة ساحل حضرموت فاختار أن ينزل في المكلا ] الآن عاصمة محافظة حضرموت بالجمهورية اليمنية [ بجانب الكثيب الأبيض، وكانت قرية صغيرة لا توجد بها سوى أكواخ الصيادين المقيمين بها .
وأحس الشيخ بدنو أجله فجمع أبنائه الثلاثة وحفيده سالما وتحدث إليهم طويلا وأوصاهم بالتمسك بالتقوى والزهد والاجتهاد في طلب العلم ونشره والصبر على المشقات في الحياة ولزوم الاستقامة، وحذرهم من الكسل والكبر والعجب وطلب الشهرة، ثم أدركته الوفاة فقضى نحبه سنة 553هـ ودفن في الكثيب المعروف الآن في العاصمة بتربة يعقوب وضريحه مشهور يقصد بالزيارة حتى الآن وعليه قبة مرتفعة.
ولم تكن المكلا في ذلك العهد بدار إقامة لمثل آل الوزير فارتحلوا عنها إلى الشحر، وكانت إذ ذاك أكبر وأصلح مدينة على الساحل،فأقاموا بها واستوطنوها وتصدوا فيها للتدريس ونشر العلم ونفع الناس، فالتف حولهم الأهالي وأكرموا نزلهم لما عرفوا به من كرم الأخلاق وحسن السيرة.

المصدر : الجزء الثامن من من كتاب " صفحات من التاريخ الحضرمي " للشيخ سعيد عوض بن طاهر باوزير العباسي
الطبعة الأولى - مطابع دار الكتاب العربي بمصر 1373 هـ - 1954 م

المصدر إهداء من : سعيد محمد باعبود باوزير 

الجزء الثامن كاملا ، 77 ك ب - 

تراجم لبعض الأعلام من أجداد آل باوزير

***

يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد العباسي الزينبي

محمد بن سالم بن عبد الله بن يعقوب - مولى عرف

أبوبكر بن محمد بن سالم 

عبد الرحيم بن عمر بن محمد بن سالم - مؤسس مدينة غيل باوزير

عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم بن عمر بن محمد بن سالم - صاحب الطرائق

عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سالم - و ابنه عمر

تاريخ آخر تحديث للصفحة :
23-01-2004

  

من تراث الأسرة