الشيخ عثمان بن محمد باوزير
الشيخ عثمان بن محمد ( صاحب الرحلة)
نسبه: هو الشيخ عثمان بن محمد بن احمد بن ابي بكر بن محمد بن سالم بن عبدالله بن يعقوب بن يوسف بن الوزير علي بن طراد الزينبي العباسي
مولده ونشأته :
ولد الشيخ عثمان بمدينةحورة وتربى في كنف والده وتتلمذ على يده وبعد ان أخذ منه الأساسات الاولى للعلم من قراءة وكتابه أخذ يتنقل مابين مدن وقرى حضرموت للاستزادة من العلوم الشرعية والمعرفية وبعد ان أخذ بالحظ الأوفر من العلم والمعرفة طلب منه والده ان يكتفي بما لديه من علم وان يبقى بجانبه لمساعدته في شؤونهم الخاصة والعامة
وكان يستشيره فيما يشكل عليه من الأمور حتى اصبح في اخر حياته ينوب عنه في كثير من القضاياء فكان يصلح بين الناس ويسدد قضاياهم واعطى جل وقته للإصلاح والاهتمام بشؤون البادية
وبعد وفاة والده انتقل الى منطقة السفيل كما أشار عليه والده واتخذها موطن له ولاولاده من بعده
ويعتبر الشيخ عثمان المؤسس الاول لحوطة السفيل
التي جعلها حرماً آمناً لا يجوز فيها الاقتتال حتى ان الرجل يلتقي بقاتل ابيه فلا يعتدي عليه ولا يمسه بسؤ، حرمة للمكان وأهله ..
يلقبونه بصاحب الرحلة كونه اول من ارتحل من ذرية الشيخ ابي بكر بن محمد من موطنه الاصلي حورة الى وادي العين منطقة السفيل
ويبدو لي ان الشيخ عثمان عاش فترة مليئة بالاحداث والصراعات عاشتها المنطقة ففي سنة 937هـ تمردت بعض القبائل من بني هلال ونهد على الدولة الكثيرية وهاجموا القوات الكثيرية المتواجدة في (منطقة الكسر) واستمر الصراع مابين الدولة والقبائل حتى جهّز السلطان قوة ضاربة لمواجهة القبائل المتمردة على حكمه وسلطانه وبعد معارك عنيفة تراجعت القبائل امام ضربات القوات الكثيرية وتفرق جمعها وحينها لم يكن أمامهم الا اللّجُوء الى المشائخ آل باوزير يطلبون منهم التوسط لدى السلطان الكثيري فقررا الشيخ عثمان بن محمد وابن عمه عمر بن عبدالله الذهاب الى ابي طويرق وعند وصولهم رحب بهم السلطان أجمل ترحيب وأكرم نزلهم ولبى مطالبهم فيما يخص القبائل المتمردة الا انه طلب من الشيخين ان يقوما بتفريقهم ليضمن عدم معاودتهم تهديد الأمن والاستقرار وقد نجحا الشيخان فيما قاما به من وساطة وحينها أراد السلطان ابو طويرق ان يكافئهما بحسنِ صنيعهما
فكتب لهما اعفاء (جبارة) وثيقتين لكل من الشيخ عثمان وَذُرِّيَّتِهِ من بعده وللشيخ عمر وَذُرِّيَّتِهِ من بعده وقد اطلعت على وثيقة غير معنونه نقلها بامدحج تنص على الآتي :
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
أما بعد فليعلم الواقف على هذه الرقعة المحررة بأن سيدي ومولاي وملاذي وملجأي وعمادي الشيخ الأجل الفاضل الولي الكامل العالم العامل الشيخ عثمان بن محمد بن احمد أبي بكر بن محمد بن سالم باوزير مجللا ومكرما و محشما ومعظما ومجبرا في جميع أملاكنا بحرا وبرا هو وأولاده وذريته من يومنا هذا إلى يوم الدين، ليس عليهم عشر ولا زكاة ولا شئ من القوانين التي للديوان في طالع ونازل من البحر والبر، ولا يفرق عليهم الفارق ولا يحرسهم الحارس ولا يطوف عليهم الطائف، بل مجبرين في جميع أملا كنا بحرا وبرا من كل ما هو للديوان من القوانين والقواعد المعتادة، وكذلك لهم الشفع في كل من حبس في مصنعة هينن شفاعتهم غير مردودة، ومن تعدى أو خالف جميع ما ذكر فلا يلوم إلا نفسه ولا ينال إلا خسره وبخسه. قال ذلك وأملاه وأقر به الفقير إلى الله
بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري
والله الشاهد على ما أقول والحسيب. وكتبه بيده
وفي هذه الوثيقة توقيعات سبعة من الشهود وهم عمر بن عبد الله بامخرمة ، وعبد الصمد باكثير ، وأحمد بن عبد الله باكثير ، وأحمد بن سهل بن إسحاق ، ومحسون بن عامر بن إسحاق ، وعبد الله بن أحمد باجسير ، وأحمد بن ليث باجابر.
ولَم اطلع على الوثيقة المكتوبة للشيخ الفقيه عمر بن عبدالله الا ان صاحب كتاب صفحات من التاريخ الحضرمي اوردها كما هي موجودة في مخطوطة بامدحج حرف بحرف مع اختلاف الاسم !!
ولا يمنع ان يكتب السلطان مرسومين في آن واحد لإعفائهما وذرياتهما من كل ماهو للدولة من رسوم وجمارك وغيرها من الأمور المفروضه على رعايا الدولة الكثيرية..كما هو موضح في الوثيقة أعلاه .
وقد لعب الشيخ عثمان دور فاعل في المجتمع على جميع الاصعدة السياسية منها والثقافية ..
وقد أسس لمرحلة جديدة من مراحل تاريخ الأسرة الوزيرية خاصة بعد انتقاله من حورة الى السفيل..
فقام بجمع كل ما يخص الأسرة من وثائق ومخطوطات تاريخية ووثق المعاهدات المبرمة مابين ابائه واجداده من جهة والقبائل المتحالفة معهم من جهة اخرى لتكون ملزمة للاجيال المتعاقبة من بعدهم..
وقد اطلعت على بعض المعاهدات والاتفاقيات المبرمة بين المشائخ الباوزير والقبائل المجاورة لهم تتحدث عن الموالاة فيما بينهم يلتزم فيها القبائل بالسمع والطاعة لمشائخهم مقابل الدعاء لهم بالنصر والتمكين
وغالبا ما نجد في ختام المعاهدة يكتبون
ان هذا الحلف يرثه الحي بعد الميت الى ان يشيب الغراب ويفنى التراب في إشارة الى الالتزام الابدي من قبل الطرفين ليكون هذا الحلف ملزم لمن يأتي بعدهم من الأجيال المتعاقبة ..
توفي الشيخ عثمان بن محمد في منتصف القرن العاشر الهجري بحوطة السفيل بعد عمر مديد قضى معظمه في خدمة الدين والمجتمع وقد رسم الطريق ووضع المنهج لابنائه وأحفاده الذي ساروا عليه من بعده ...
رحم الله الشيخ عثمان واسكنه فسيح جناته