إضافة تعليق جديد

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

الأمانة العامة لأنساب السادةالعباسيين
                  النشأة والتكوين 

إن المتتبع لنشأة الأمانة العامة لأنساب السادة الأشراف العباسيين، عندما يسير مع هذه النشأة خطوة خطوة، ويتتبع معالم تكوينها منذ بداياتها الأولى، يشعر بأن مؤسس هذا الكيان، يغرف من نبع أصيل، ووجدان ممتلئ بالإيمان الصادق، والإرادة القوية، لم تزده الأيام إلا قوة واقتدار، و عزيمة وإصرار، ليمضي قدماً برغم طول الطريق ووعورتها، وتعرجاتها وصعوبتها، سالكاً سهولها وجبالها، وأوديتها وتلالها، ليصل الى حواضر بني العباس وقراهم، ليتعرف على احوالهم، ويجمع اخبارهم ويوثق انسابهم.
 متوجاً عمله الذي استغرق منه قرابة النصف قرن من الزمن، بتأليف أول كتاب موسوعي، يجمع بين دفتيه عدد كبير من الأسر العباسية،  من جميع الاقطار العربية والإسلامية..
وقد جاء كتاب الأساس ليكون الأساس الذي يُبنى عليه الصرح، والراية التي يلتف حولها كل العباسيين، برغم بُعد المسافات وإختلاف الألسن والثقافات. 
 وقد استطاع صاحب الأساس، أن يجمع أغلب بني العباس تحت مظلة الأمانة العامة.
فكانت انطلاقاته إنطلاقة قوية، قُدر لها مع تباشير فجرها، أن يتردد صداها في أوساط كل العباسيين.
وقد تجسدت الفكرة  في بدايتها مع أفراد قلائل من أهل بيته ومحبيه، لتتشربها قلوبهم، وتعيها عقولهم، لتجري جريان الدم في عروقهم؛ فأنطلقوا دعاة ومبشرين، لانبعاث فجر يوم جديد، يعيد لهذه السلالة العباسية بريقها وألقها...
لتبدأ الحياة تدب في خلاياها من جديد، وليكن لها مع حسني موعد؛ كما كان لها مع محمد الكامل وإبراهيم الإمام من قبل. 
ولَم يكن حسني العباسي وأهل بيته إلا مترجمين، ومعبرين عن مشاعر الآلاف، وممثلين لعددكبير من بني العباس.
لقد كانوا رسل للآلاف بل للملايين، يحملون مسؤولياتهم الجسيمة، وكانوا يشعرون أنهم رسل التاريخ العباسي، وأن التاريخ العباسي هو الذي يتكلم على لسانهم، وأن المصير العباسي هو الذي ينطقهم ويحركهم...
ولم نسمع طوال تلك الفترة أن هناك من يعمل في هذا المجال لجمع العباسيين غيرهم. 
وكل من جاء بعدهم من دعاة اليوم ما هم إلا عاله عليهم، بل أن البعض ممن اشرأبت لرئاسة الأمانة أعناقهم، مجهولة انسابهم، ومغمورة أحسابهم، ولن يقبل بهم إلا من هم امثالهم، من الدخلاء المزورين، والتعساء المغفلين، ممن أغوتهم الشياطين، ووعدتهم بالقوة والتمكين، وما وعدتهم الشياطين إلّا غرورا، ولَم تزدهم إلّا طغيانٍ وكفرا.
فكفروا بالحق المبين، وأدّعوا بما ليس لهم به من حق، فكانوا لحسني في حياته أخِلّاء وبعد مماته أعداء...
فأرادوا تفريغ الأمانة العامة من مضمونها ومحتواها، ليهدموا أركانها ويخرجونها عن سكتها ومسارها.
ولَم يُعرف على مر التاريخ أن هناك كيان نسبي تكون رئاسته بالانتخاب، إلا في عهد هؤلاء المجانين، من الدعاة المبتدعين.
وقد كان لنا في أسلافنا القدوة الحسنة؛ فمنذو العصر العباسي الأول، ونقابات السادة الأشراف يتناوب على رئاستها الفضلاء من السادات الثقات.
وقد كانت نقابة الأشراف العباسيين، في ذرية ابراهيم الإمام من الزينبيين، وبقي الحال حتى نهاية دولتنا وسقوط خلافتنا..
وها نحن اليوم نعاود كرّتنا الأولى، لنحيي آثار الأجداد، ونعيد ما كنّا عليه من قوة واتحاد، فجمعنا الله على خيارنا من هذه الأسرة المباركة، ليجتمع بهم الشمل بعد الشتات، فكونوا لهم أنصاراً ومؤيدين، واعواناً ومساندين، ولا تكونوا كمن خرج عليهم من الجفاة المُرائين ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

حسْبُ المُرائينَ غَبْناً أنهُمْ غرَسوا ... وما جنَوا ولَقوا كدّاً وإزْعاجا 

النقيب سالم القاضي باوزير 
نقيب آل باوزير العباسيين 
وممثلهم في الأمانة العامة 
17 ربيع الثاني 1441هـ
الموافق 15 ديسمبر 2019

حضرموت - المكلا