تاريخ أسرة آل باوزير ضمن ترجمة :عبدالله بن عبد الرحمن باوزير
صاحب الترجمة
هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سالم. ولد بحورة ولم أقف على تاريخ ولادته ولكن من المؤكد أنه عاش في أول القرن التاسع الهجري وآخر القرن الثامن، فقد ثبت أنه لزم وصحب كثيرا من العلماء كلهم عاشوا في هذين القرنين. بدأ دراسته الدينية واللغوية في حورة على والده وأعمامه، ثم رحل للاستزادة من العلم إلى اليمن والحرمين الشريفين حيث لقي وأخذ عن جماعة كبيرة من مشاهير علماء اليمن والحجاز كما أخذ عن عدد من أقطاب الثقافة الإسلامية في العالم العربي ممن يردون إلى الحجاز أثناء موسم الحج.
وتذكر الرسالة التي اعتمدت عليها في بعض المعلومات هذه الترجمة من أساتذة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن في الحجاز الإمام عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني ثم المكي والإمام المربى جمال الدين محمد بن سعيد كبن الطبري القرشي والشيخ محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الوهاب وأخيه عبد الواحد وفقيه المدينة ومحدثها أبو بكر المراغى وحافظ مكة الإمام محمد بن ظهيرة كما تذكر منهم الشهاب ابن العربي وتاج الدين السبكي والجلال البلقيني والجلال الاسنوي وذلك في زمن الحج وكذلك العلامة تقي الدين الحصني شارح أبي شجاع والشمس البرماوي والإمام أحمد بن العماد والشيخ الكازروني عالم المدينة وغير هؤلاء من العلماء الأعلام .
أما من أخذ عنهم من علماء اليمن فمنهم شرف الدين بن الصيف اليمني وشرف الدين المقري صاحب عنوان الشرف وجمال الدين الناشرى والعلامة مسعود بن سعد باشكيل وغيرهم. وللشيخ عبد الله بن عبد الرحمن –صاحب الترجمة- رسالة جمع فيها مشايخه اللذين أخذ عنهم وأسانيد أجارتهم له المتصلة بالإمام الشافعي مشايخه في علم الحديث المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت رحلاته الكثيرة إلى الخارج لطلب العلم ولقاء العلماء وقراآته العديدة في مختلف العلوم والفنون وتوفر الكتب لديه في مكتبة أجداده بحورة كل ذلك كان من بين الأسباب لغزارة علمه وتوسيع أفقه الثقافي ومشاركته في علوم الشريعة والأدب والتاريخ واللغة والمنطق وغيرها، وقد ذكرت الرسالة التي أشرت إليها سابقا مجموعة كبيرة من الكتب التي قرأها صاحب الترجمة في مقدمتها كتب الأئمة أبي إسحاق والرافعي والنووي والغزالي والسهروردي في الفقه والتصوف كما ذكرت طائفة أخرى من كتب التفسير والحديث لا حاجة لذكرها هنا.
ولما عاد إلى حورة من رحلاته العلمية تفرغ لنشر العلم والتذكير بالله والاتصال بعلماء القطر الحضرمي وصالحيه، وكانت له زيارات متعددة إلى تريم والشحر وغيل باوزير وغيرها من مدن البلاد الحضرمية وقراها، وكانت له صلة صهارة بالعلامة الكبير السيد عمر المحضار ابن عبد الرحمن السقاف، فقد تزوج المحضار أخت صاحب الترجمة فاطمة بنت عبد الرحمن وعاش معها في تريم، كما كان صاحب الترجمة على صلة وثيقة بالعلامة الإمام عبد الله بن أبي بكر العيدروس وكان كثير الإعجاب به والتقدير له وله في مناقبه كتاب سماه تحفة النفوس في مناقب العيدروس، وقد أشار صاحب المشرع الروى في مناقب السادة آل باعلوي إلى هذه الصلة بين العيدروس والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن فقال ما نصه باحرف الواحد:- وكان الإمام العارف بالله محمد بن علي صاحب عيديد وتاج العابدين سعد بن علي والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن باوزير مع الاتفاق على جلالة قدرهم وعلو منصبهم ممن لازم صحبته وأخذ عنه طريقته- انتهى، أما السيد علي بن أبي بكر السكران فقد عدّه من بين مشايخه وذكر اجازته له سنة 843هـ.
وقد ذكر الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن في كتابه تحفة النفوس أن الشيخ عبد الله بن أبي بكر العيدروس قدم إلى حورة وهو أي العيدروس إذ ذاك صغير السن ( لان العيدروس ولد سنة 811هـ ) فنزل ضيفا عليه، وقال إن السيد العيدروس قرأ عليه عدة كتب وطلب منه عقد الصحبة و المواخاة على طريقة أهل التصوف من السلف فأجابه إلى ذلك.
تاريخ آخر تحديث للصفحة :
23-01-2004
المصدر : الجزء الثامن من من كتاب " صفحات من التاريخ الحضرمي " للشيخ سعيد عوض بن طاهر باوزير العباسي
الطبعة الأولى - مطابع دار الكتاب العربي بمصر 1373 هـ - 1954 م
المصدر إهداء من : سعيد محمد باعبود باوزير
تاريخ الادخال: 14 يونيو 2001 م